OsaMa EAGLE
الجنس : عدد المساهمات : 75
نقاط : 180
تاريخ التسجيل : 23/10/2009
الموقع : osama_lion97@yahoo.com
| موضوع: بدون عنوان السبت نوفمبر 14, 2009 8:02 pm | |
| قال الشاعر: إنْ كنتُ عبداً فنفسي حُرّةٌ كرماً أو أسودَ اللونِ إنّي أبيضُ الخُلقِ ليس من باب المفارقة والمقارنة بين الأسود والأبيض، التمييز بين البشر. فالإنسان هو واحد في كل مكان، يجب أن يُكرّم ويصان ويعطى الأمان، فله حقوق وعليه واجبات. وبعض المطربات الحداثويات، البيضاوات الجميلات المتقافزات على الأنغام، المطيعات للألحان، حين يغنين للأطفال، أو ما يتذكرنَ الطفل الأسود، حباً بالإنسان دلالة على عدم التمييز، لأنهن رسل المحبة والسلام، وسفيرات الأمم المتحدة.
قرأت في الصحف أن هيفاء وهبي في أغنيتها (بابا فين) يسأل الطفل أمه هيفاء: (طبْ فين دبدوبي والقرد النوبي) مما أثار شعوراً عنصرياً لدى البعض، وتصورت وأنا أقرأ الخبر أن الخناجر بدأت تلمع في بلاد النوبة، والهراوات تعلن البدء بالمعركة مع المطربات، وأن الطوّافات في نهر النيل، بكل الحب والحنين تجوب الشواطئ. ودماء النوبيين لن تغير لونها في شمال الوادي وجنوبه! إن هيفاء وهبي رقيقة المشاعر، لا تقصد التمييز أو الإساءة للسود، فهي تحبهم كما تحب البيض، ولكن مهما كانت النوايا صادقة، فلا ترضي النوبيين. لذلك قررت الجمعيات المصرية للمحامين النوبيين رفع دعوى سب وقذف ضد هيفاء، وضد كاتب الأغنية مصطفى كامل. وحين علمت هيفاء بنواياهم، سبقتهم وقدمت اعتذاراً لهم، وستقوم كما وعدتهم بتعديل الأغنية فوراً! وفي مفارقة أخرى، ولكن في فضائية دينية، فنحن في عصر الفضائيات، ولكل فضائية أكثر من داعية وشيخ يفسر ويحلل ويقدم النصائح، وهناك من يختص بتفسير الأحلام في برنامج إحدى الفضائيات بعنوان (تفسير الأحلام). لقد تضاعفت أحلام الزوجة الغيورة على زوجها أكثر من عشر مرات في الليلة الواحدة، فهي تحلم في النهار أيضاً، في القيلولة وفي المطبخ ومع القهوة الصباحية. وأحدث هذا البرنامج أضراراً كبيرة لقارئات الفنجان، ولدارسات الفلك، اللواتي يظهرن على الشاشات، ويكتبن يومياً في الصحف عن الأبراج. وفي برنامج (تفسير الأحلام) أجاب الشيخ عن سؤال لسيدة قالت له: (رأيت في منامي زوجي وهو يقبل فتاة، فاستيقظت منزعجة حزينة). قال لها الشيخ الداعية: (ربما استيقظت منزعجة لأنه قبل فتاة جميلة، ولو كانت سوداء لما أزعجك الأمر!). واعتذر الشيخ أيضاً من النساء السود، فهو لا يقصد التمييز، ولكن في الظاهر كان جوابه تمييزاً بين قبلتين (بيضاء وسوداء). السؤال: أليس للمرأة السوداء حقوق مماثلة كما للمرأة البيضاء؟ للقبلة طعم بلا لون، وهي نفسها! فالرجل الأسود إذا قبل امرأة بيضاء، كالرجل الأبيض الذي يقبل امرأة سوداء! كنت أنتظر هجوماً سلمياً احتجاجياً أو اعتصاماً للنساء من كل الألوان ضد بلدان (الديمقراطيات) وضد الأنظمة التي تمنع المرأة أن تقود السيارة، أو حرمانها من التصويت، أو ارتداء البنطال وفوقه تنورة، أو وهي تتأبط ذراع خطيبها أو زوجها، أو الاختلاط في الجامعات، وغيرها من حرمانات وإذلالات! وتظل الأحلام أقل ضرراً من الواقع، وإن تحققت كأحلام الزوجة فهي الطامة الكبرى!osamaهاتفني صباح الجمعة، في أول يوم للتوقيت الشتوي، الرفيق أبو النور من الحسكة في غبطة وسرور، وكلام غير معسول، ورياح الفرح محملة بالدفء والحبور. قال: ستقرأ غداً رسالة ودية تبرهن بجدية على عمق الصداقة بين الأرض والأنهار وبين الأرض والأمطار، ستكون أشهى من الأسماك المشوية. من الخابور في الجزيرة العليا، إلى بردى في حوضة دمشق، سلام وتحية وقبلة شتوية، انفجرت مطراً بعد برق، ورعدة قوية! الصديق العزيز بردى، الأخ غير الشقيق بالرضاعة، تحية وباقة، أطمئنك أيها الحليف الأبدي لحركات تحرر الأنهار، ضد المخططات الاستعمارية ومشاريع الجفاف والشراكة الأوربية، إنني أصبحت عارياً، فمزّق القحط ثيابي، ولم أجد الرّقع المناسبة طيلة السنوات العجاف الماضية، أقول لك بصبر وشجاعة: لا تبكِ أيها الصديق الحنون، فالبكاء لا يصنع المعجزات، قليل من المطر يغسل عينيك، ويرطب فوديك، ويفرح قلب الإنسان! زرعت الفرح في قلبي، وأنا أقرأ منذ أيام في الصحف المحلية، وفي الشاشة الضوئية التلفزيونية والإلكترونية، عنواناً شاعرياً (لنغسل التعب عن بردى). كنت تتضاحك، والابتسامات تتقافز في غوطتيك وعلى جانبيك، وعلى طول مجراك من حفرة الزبداني غرباً إلى بحيرة العتيبة شرقاً، والنساء والرجال والشباب والصبايا وحتى الأطفال الصغار، حملوا المعاول والمجارف والأكياس والسلال كانوا يجمعون القاذورات العالقة في جسدك، وينظفون فمك وأسنانك، ويغسلون معدتك الخاوية، فأخرجوك من غرفة العناية المركزة، وأجروا لك عملية جراحية بيئية ناجحة! أتمنى لك من قلب مفعم بالود، أن تعود الدماء إلى شرايينك والمياه إلى مجاريك وفروعك وسواقيك. البارحة يا صديقي، والأمطار تملأ السدود، وتقرع الأبواب ونوافذ البيوت، تذكرت قصيدة الشاعر بدر شاكر السياب، هتفت بأعلى صوتي: مطر.. مطر.. مطر ستعشب الأراضي، وينتهي الخطر، وتضحك البراري والصخور، وتزهر القبور، وتعبر السواقي، المزارع والكروم! ولم أنم طيلة تلك الليلة، تأبّط الحلم ذراع ذاكرتي، في ذهاب وإياب، وطرق باب الدار أصدقاء لم أرهم منذ عقود، من أدباء وشعراء وأسود، جاؤوا لتهنئتي برحيل الجفاف، وعودة الغياب، واستقلال الأنهار، وعودة الحرية للأزهار، وأنت تشاركني الفرح العظيم، أنت سندي وحامي أرضي وعرضي يا حارس الجنوب، بكيتُ مطراً حين رأيت الغيوم في الفضاء، يحملها طائر الفينيق هدية لنا، فالشكر لك يا واهب الغوطتين! أتجرّأ وأقول لك: إننا في الجزيرة (السلة الاقتصادية) لم نعد بحاجة إلى السلال الغذائية التي تكرّمت الحكومة ووزعتها علينا، وبسبب الفيتامينات الحديدية كبرت عضلاتنا، وازدادت الشحوم في العروق، وانتفخت الكروش، وتضاعف عدد الكريَّات الحمر، وكي نرد الجميل، بعد أن فاضت الدماء، وخوفاً من التمزقات في الأوردة والشرايين، ونظراً لشهامة العمال والفلاحين والمثقفين، وفيض كرمهم، شكلوا الوفود وحملوا الأزهار والورود، كتبوا العهود ووقعوا العقود، تبرعوا بالدماء، درءاً للشرور وإزالة الهموم والدهون، وحباً بالبقاء ومنعاً لهجرة العقول، وترك الأرض خاوية والدور فارغة، واللجوء إلى أرصفة المدن، ومدّ البسط ونصب الخيم تحت الجسور وفي الحقول، ومقاومة الجفاف والأيام العجاف، ومحاربة النهّابين والمدسوسين وسارقي المصارف! أختم رسالتي يا صديقي العزيز بالسلام والتحية إليك وإلى غوطتيك! الصديق المخلص نهر الخابور.
الجزيرة 31/10/2009قرأ بردى الرسالة، ففاحت من سطورها رائحة البخور والغَرَب، تهاطلت دموع الفرح بسخاء، وعمّت الأمطار الديار والأوطان، نام الناس في أمان، وبدؤوا يحضرون دفاتر العائلة، ويشترون (البيدونات) ويحسبون المدخولات والمصروفات الشهرية والسنوية، ويفكرون في إنجاز المعاملات، وملء البيانات والاستمارات، وفكروا بما سيحدث من معوقات وإرباكات وربما من إنذارات!osama بقلم:osama مَنْ يدّعي متغاوياً أنه يقول الحقيقة فهو كذاب ماهر. ولا جدال في أن الكذب السائد بين الناس، أصبح حقيقة. وكل من يتفلسف ويدبلج الكلام، ويعسّله بزخرفات وتجميل، ويرصف المفردات بعناية، ويضع الفواصل والنقاط، وهمزات القطع والوصل دون انزياحات، فهو كاذب أيضاً، ولن يصل بعد إلى عتبة الحقيقة. وهناك من يُحضر الشهود الكَذَبة من الشارع ويلقنهم الأقوال، ويبصمون بإبهامهم، بل ويقسمون مقابل رشوة صغيرة على كذبة كبيرة جداً. تخضع الحقيقة لشروط النسبية، وكذلك يخضع الكذب. ومن يقل غير ذلك فهو كذاب أصيل، يمتلك من المؤهلات والديباجات والقدرة على إقناع الآخر بالقصص والحكايات، بدءاً من التلميذ الكسول الذي يهمل واجباته المدرسية، فيبكي أمام المعلم ويكذب وهو يمسح دموعه بأنه كان مريضاً! ويمكن لمعلم يتأخر حصة درسية أو يغيب يوماً، يبرّر غيابه بالاعتذار والادعاء بأنه نقل زوجته إلى المستشفى. وكذلك الجندي الذي يشتاق لخطيبته، يطلب من صديقه أن يبرق له، ليحضر جنازة جدته! أشكال الكذب لا تحصى ويصعب حصرها، وطرق سؤال ملحاح باب ذاكرتي يوماً، فسألت صديقاً عتيقاً أثق به، وتناولت معه منذ عقود وجبات من الكذب والحقائق، مرة أكذب عليه فيصدّق قولي، ومرة يقول نصف الحقيقة فأتهمه بالكذب! السؤال: لماذا يضع الناس في أبواب منازلهم العيون الساحرة؟ قال صديقي: كي يقولوا لزائريهم الذين يعاتبونهم بالقول: (جئنا لزيارتكم ولم نجدكم)، ويكون الجواب: (كنا خارج المنزل). الحقيقة أنهم كانوا في المنزل، ولكنهم غير مستعدين لاستقبال أي زائر لسبب ما، أي أنهم لم يقولوا الحقيقة! مئات الحجج للكذب، فبحره واسع وشواطئه طويلة يتخللها رؤوس وخلجان، ويسميه بعض الناس (الكذب الأبيض). فالكذب لا يغير لونه، بدءاً من إنسان الكهوف إلى هذا الزمن! وعلى هذا الأساس فالكذب أسود دائماً، وتختلف درجة سواده من الفاتح إلى الغامق. للكذّاب دائماً عدة وجوه، بألوان مختلفة، ينسى الحقيقة أو يقفز فوقها، ويشعر في داخله أنه إذا قال الحقيقة فهو يكذب على نفسه، وخاصة من النرجسيين والمدّعين. وهناك كذاب يتفوق على كذاب بسرد الحكايات والقصص ويثبت مصادرها، مثلاً: (أحد الكذابين المكشوفين لمعارفه قال مرة إنه موظف على الشهادة الثانوية، وعرف المقربون منه من أصدقاء مشتركين أنه سيناقش الماجستير، ولمن لا يعرفه أو يتعرف عليه لأول مرة قال: إنه دكتور في كلية ما، وفضحه أحد معارفه حين وقع اسمه على مقالة بحرف الدال! ومن المتناقضات الصارخات، أن كثيرين من أهل الثقة والحكمة والعقل يكتبون مذكراتهم أو سِيَرهم الذاتية، بصدق ويكشفون ما خبّؤوا عن أقرب الناس إليهم، ولا يخجلون من قول الحقيقة. ومن يقرأ التفاصيل بهذه الشفافية والعلنية يتهمهم بالكذب، ويتساءل هؤلاء: ألا يخجلون من البوح بالحقيقة؟ تؤكد عيون الحقيقة التي ترى الأشياء كما هي، أن حبل الكذب قصير، أما الطريق إلى الحقيقة فهو أطول بكثير مما نتصور!Osama elgendy | |
|
ALnEsR EAGLE
الجنس : عدد المساهمات : 656
نقاط : 119371931
تاريخ التسجيل : 11/07/2009
العمر : 31
الموقع : https://mealone.own0.com
| موضوع: رد: بدون عنوان السبت نوفمبر 14, 2009 11:03 pm | |
| الموضوع كل كلمه فيه تحتاج الى سطور لتصف ما به من وقائع نحتاج لتغييرها ولكن هذه الكلمات - اقتباس :
- ومن المتناقضات الصارخات، أن كثيرين من أهل الثقة
والحكمة والعقل يكتبون مذكراتهم أو سِيَرهم الذاتية، بصدق ويكشفون ما خبّؤوا عن أقرب الناس إليهم، ولا يخجلون من قول الحقيقة. ومن يقرأ التفاصيل بهذه الشفافية والعلنية يتهمهم بالكذب، ويتساءل هؤلاء: ألا يخجلون من البوح بالحقيقة؟ تؤكد عيون الحقيقة التي ترى الأشياء كما هي، أن حبل الكذب قصير، أما الطريق إلى الحقيقة فهو أطول بكثير مما نتصور!
ولكن هذه هى أكثر الحقائق المؤسفه ولكن هذا هو الانســـــــــــان موضوعك أكثر من رائع شكرا لك | |
|
The Gold Dragon EAGLE
الجنس : عدد المساهمات : 58
نقاط : 90
تاريخ التسجيل : 08/10/2009
العمر : 31
| موضوع: رد: بدون عنوان الخميس نوفمبر 19, 2009 4:33 pm | |
| | |
|